دور الأصدقاء في حياة الأطفال

تتميز علاقة الطفل الصغير في سن سبع أو ثمان سنوات مع أصدقائه بأنها قصيرة الأجل ما تلبث  أن تبدأ لتنتهي بسرعة تاركاً صديقه ومتنقلاً لصديق جديد ، إلا أنه يتعلم من خلال تفاعله ولعبه معهم  كيفية التعامل مع الآخرين ، فالاندماج واللعب معهم يساعده على النمو والتكيف الاجتماعي ، كما أن الأطفال الذكور والإناث في هذه السن يلعبون مع بعضهم البعض دون تمييز وهذا ضروري للنمو المتزن والمعتدل .

أما الطفل في المرحلة الإعدادية فإنه يبدأ في إقامة علاقات طويلة المدى ودائمة مع الأصدقاء الذين يشاركونه اهتماماته وخصائصه الشخصية والنفسية  ، وبالتالي عندما تجد الطفل يلعب مع أصدقائه ويختارهم فهذا يدل على التوازن النفسي والصحي .

ويأتي دور الآباء في مساعدة أطفالهم على التكيف الاجتماعي مع الأقران وقدرته على بناء التواصل معهم ، وتأمين جو آمن يستطيع الطفل فيه بناء علاقاته مع الأقران .

هناك أسباب عديدة تؤدي بالأطفال إلى العزلة الاجتماعية وعدم قدرتهم على تكوين صداقات فمن هذه الأسباب :

  • الخوف من الآخرين :

 وهو سبب قوي للوحدة ، فالأطفال الذين يعاملون بإغاظة وإحراج غالباً ما يصبحون شديدي الحساسية والمراقبة للذات ويتوقعون استجابات سلبية من الآخرين . 

  • نقص المهارات الاجتماعية :

 لا يعرف بعض الأطفال كيف يقيمون علاقات مع الآخرين ولذا من المهم أن يحدد الآباء المهارات التي يحتاجها أطفالهم في مختلف مراحلهم العمرية ، وتتضمن المهارات الاجتماعية : 

  • التحدث لشخص ما عن شيء ما .
  • ممارسة الأخذ والعطاء وأساليب المبادرة .
  • مهارات إلقاء التحية والسلام .
  • الاستماع .
  • الاهتمام بمشاعر الآخرين .
  • مهارات التفاوض ..

 وغير ذلك  من المهارات .. 

  • رفض الوالدين للرفاق :

تحدث نواتج سلبية عندما تكون لدى الأبوين توقعات مرتفعة تتعلق بأصدقاء أطفالهما ، فهما يشعران الأطفال بأن الأصدقاء الذين اختاروهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية ، وقد يؤدي هذا مباشرة  إلى عدم تشجيع الرفاق  على مصاحبة الطفل لأنهم يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم من قبل

أما كيف يستطيع الطفل أن يشكل صداقات ويندمج مع الأقران فهذا يتوقف على عدة أعمال ينبغي على الأهل أن يقوموا بها وتتمثل  بـ: 

  • الخبرات الاجتماعية المبكرة :

 من الضروري توفير خبرات اجتماعية إيجابية مع الآخرين في مرحلة مبكرة حيث تنشأ المشكلات عندما يلعب صغار الأطفال دون إشراف ، إذ أن كثيرا ً من الخبرات السلبية مثل الإغاظة أو التخويف أو الإحراج قد تؤثر على الطفل الصغير فتجعله يحاول تجنب الآخرين ، ومجرد وجود  أحد  الأبوين يمكن أن يساعد الطفل الحساس لكي يشعر بالأمن أثناء اللعب مع الآخرين ، فالإشراف يعطي الوالدين فرصة لكي يحللان طرق أطفالهما في التفاعل ، والكشف عن أسباب المشكلات مع الآخرين مما يسهل المعالجة . يجب تعليم الأطفال أن يختلطوا مع غيرهم وأن يشعروا بالارتياح لوجودهم في مجموعات أكبر وأكبر . 

  • أن تكون قدوة حسنة ، فالأطفال يتعلمون بملاحظتك وأنت تتعامل بانسجام مع أصدقائك ويستمعون إليك عندما تتحدث عن خصائص الآخرين الإيجابية .
  • كافئ مبادرات طفلك الإيجابية من خلال المدح اللفظي أو اكساب الطفل نقاطاً تستبدل بها امتيازات معينة أو ألعاب صغيرة ، ويكسب الطفل هذه النقاط إذا لعب ألعاباً تتطلب تفاعلاً اجتماعياً أو إذا اتبع قواعد الجماعة أو أبدى اهتماماً بغيره أو عندما يحسن التصرف مع الآخرين ..
  • درب الطفل على مهارات اجتماعية محددة :

 من الضروري أن تعلم الأطفال الأساليب المناسبة في التصرف وأن تعطيهم تمرينات كاملة على استخدامها بمهارة ، ويمكن للأطفال أن يشاهدوا الآباء وهم يمثلون دور أطفال يتفاعلون معا ً . ويحسن أن تدرب الطفل على استخدام الأسئلة المفتوحة " ما الأشياء التي تحبها ؟" " ما رأيك فيما فعله ذاك الشخص ؟" " حدثني عن أهدافك في الحياة ؟" كما يمكن التدرب على كيفية الإصغاء وكيف يوجه التحية ويسأل ويعطي معلومات وكيف يقترح ويغادر بشكل مناسب بالإضافة إلى كيفية إبداء المساعدة والتعاون والاستجابة لطلباتهم ، فبعد تعليم هذه المهارات ينبغي تدريب الأطفال عليها والتي تزيد من تقبل الرفاق لهم . كما ينبغي أن يناقش الآباء صفات الصديق الجيد من خلال طرح السؤال التالي :" برأيك ما هي صفات الصديق الجيد ؟ " فبإمكانك أن تتفقا على معايير محددة ومنطقية تساعد الطفل على حسن اختياره للصديق . أما إذا صادق طفلي طفلاًُ آخر لديه تصرفات غير مقبولة فمن المهم أن أقوم بالخطوات التالية : 

  • أناقش مع طفلي ماذا يعني الصديق الجيد .
  • استمع له عن صفات الطفل وما الذي رآه حسناً في شخصه .
  • مناقشة التصرفات غير المقبولة لدى الطفل الصديق .
  • احمل طفلي مسؤولية تصحيح سلوك الطفل الآخر من خلال النصائح .
  • اعمل على تقوية علاقتي مع طفلي ، لأن من خلال هذه العلاقة ستترسخ المعايير الصحيحة للصديق لدى طفلي .